الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

نهاية كل شيء



كتاب ينتمي لفئة (الأدب العلمي)، النوع الذي أفضله في الوقت الحالي، ليس هو بالعلمي البحت بالتفاصيل المملة، ولا هو بالأدبي الخيالي الذي لا يضيف لثقافتك الكثير، ولكنه كتاب علمي في قالب أدبي مشوّق كالقصة التي تنتظر نهايتها.

ليس سوداوياً كما يوحي العنوان.. منوع، يتكلم عن ماضي وحاضر ومستقبل الحياة والكون. يتحدث عن جميع النهايات، نهاية البشر: السيناريوهات المحتملة والمخاطر المحدقة، والمخاطر التي تخطتها البشرية في السابق ومحاولاتنا الحالية والمستقبلية للهروب من الموت.. نهاية الحياة بجميع أنواعها على كوكب الأرض، ألا تشعر بالفضول للتساؤل عن نهاية الحياة، متى ستكون وما هو سببها حسب توقع الكاتب الفلكي الفيزيائي.. وأين وكيف ستتوجه البشرية وتصرَّف العلوم والتكنولوجيا للاستمرار بالمسيرة البشرية خارج نطاق الكرة الأرضية..
ثم يتحدث عن نهاية كوكب الأرض، فالشمس والمجرات والكون كله.

الكتاب لا يتحدث فقط عن علم الفلك والكون، بل سيضيف إلى رصيدك في الطب والبيولوجيا وقسطا لا بأس به من التاريخ والجيولوجيا والكيمياء والمناخ والبيئة والتكنولوجيا.

قد تشعر بالملل عند بعض تفاصيل نهاية النجوم والنجوم الزائفة، كان هذا هو الجزء الوحيد الذي قرأته ببعض الملل ولكن سرعان ما عادت الإثارة مع المادة المظلمة والطاقة المظلمة ونهاية الجاذبية والكون.

سيصيبك الضياع (وربما تشك بأنك تقرأ كتاباً علمياً!) عند الحديث عن الكون المتعدد ونظرية الأوتار، ولكن أليس من الرائع الإدراك أن هناك من الآفاق ما يفوق استيعابنا ويدعونا لمزيد من التأمل والتفكير، وربما تكتفي بلمحة منه؟

احتوى الكتاب على الكثير من التصورات المبنية على افتراضات وتوقعات وخيال واسع ومبالغة في التفاؤل في لامحدودية عقل الإنسان، ولكن ما المانع من قراءة هذا الخيال ما دام الكاتب لا يدّعي أنه وحي منزل وحقيقة حتمية؟!

يتكون كل فصل من أقسام قصيرة (صفحتين أو ثلاث لكل منها) يمكنك أن تتوقف ما أن تشعر بالتعب من دون أن تكسر شيئاً من التسلسل. ترجمة الكتاب رائعة وسلسلة ونادرة الأخطاء.

إذا كنت من محبي العلم والثقافة فأضمن لك الاستمتاع بقراءة هذا الكتاب، لأن كاتب هذه السطور قارئ ملول جداً ومن النادر أن يكمل شيئاً بدأه.. إلا إن كان مستحقاً فعلاً للإكمال!

مع كل هذا المديح.. أعتقد أن كتابيْ (مختصر تاريخ كل شيء) و (سحر الواقع) في قسم الأدب العلمي يأتيان بدرجة واحدة من الأفضلية على (نهاية كل شيء)، خاصة إن كنت تبحث عن واقعية وعلم أكثر من الأدب والخيال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق