الجمعة، 24 فبراير 2017

Black Mirror

·       أولاً دعني أطمئنك بأني هنا لن أحرق عليك شيئاً من المسلسل، ولكني سألخص فكرته بشكل عام والأسباب التي دفعتني للكتابة عنه.
·       هذه سابقة أن أكتب موضوعاً خاصاً عن مسلسل أو فلم فالعادة أكتفي بتغريدة أو اثنتين، والسبب هو أن المسلسل مجهول عن أغلب متابعي الأعمال الفنية الأجنبية وبرأيي أنه يستحق تسليط الضوء عليه أكثر من غيره.
·       المسلسل بريطاني الإنتاج، والبريطانيون إن كانوا فاشلين نسبياً في الأفلام السينمائية فإنهم مبدعون وناجحون في الكثير من المسلسلات التلفزيونية، مثل:
Game of Thrones, The Night of, Outlander, Sherlock, Taboo
·       كلمة "مسلسل" غير دقيقة، فكل "حلقة" منفصلة تماماً عن الأخرى، كأنها فلم مركز ومضغوط مدته ساعة تقريباً، فلم من غير مقدمات وتفاصيل مملة وغير مهمة.
·       تشترك جميع الحلقات بأنها تدور حول التكنولوجيا الحديثة والمستقبلية، تبعاتها على حياتنا، ونتائجها التدميرية، الحقيقية منها، والخيالية.. على الأقل حتى اليوم.
·       عندما أقول نهاية ومآل مأساوي للتكنولوجيا المستقبلية فلا أعني انعزال الناس وانقطاع العلاقات وانتشار الأمراض النفسية والاجتماعية.. لا! المسلسل ينظر إلى سيناريوهات مستقبلية خيالية، وأيضاً حقيقية ولكنها فوق هذا التصور.
·       بعض الحلقات تدور حول تكنولوجيا موجودة حالياً كوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الأغلب حول تكنولوجيا حديثة لم يطرأ الكثير منها حتى في خيالك.
·       في المسلسل الكثير جداً من المبالغة السلبية والسوداوية، ولكنها تلمس مواضع الألم فيما يخص التكنولوجيا الحالية التي سرقت من حياتنا وحقيقتنا بما فيه الكفاية، والمستقبلية التي لا نستطيع أن نرسم لها أي حدود. الكاتب جريء جداً في الخيال والتصورات.. وفي تقزيز المشاهد بالأفكار المريضة السوداء. أعتبر النصوص مزيجاً من الإبداع والجرأة والأمراض النفسية في الكاتب!!
·       تصنيف المسلسل: دراما، خيال علمي، إثارة. تقييمه في آي أم دي بي: 8.9.
·       الممثلون في المسلسل مختلفون في كل حلقة، لا يوجد أبطال وشخصيات ثابتة.
·       سر تسمية المسلسل (المرآة السوداء) هو الانعكاس الأسود الذي تراه على شاشة التلفاز عند إطفائها.
·       الحلقة الأولى (التي يفترض أن تكون الأقوى، والدافع لمواصلة الحلقات) تبين لي لاحقاً أنها الأضعف والأقل إبداعاً مقارنة بالحلقات اللاحقة.
·       أجمل ما فيه هو الغموض في البدايات، وعنصر المفاجأة، والتنوع إلى أقصى حد بين كل حلقة وأخرى.
·       الموسم الأول من المسلسل بدأ في 2011، لذلك توقّعْ شيئاً من تطور الإخراج في المواسم اللاحقة.
·       تم الانتهاء من 3 مواسم حتى الآن بمجموع 19 حلقة مقّسمة من غير تساو على المواسم، وبانتظار الموسم الجديد المتوقع عرضه شهر 10 من المنتج نتفلكس.
·       إن كان يهمك: المسلسل يعتبر نظيفاً جداً مقارنة بـ قيم أوف ثرونز، و وست ورلد.


إن كنت لا تمانع بلمحة تشجيعية عن أفكار الحلقات (لا تحتوي على حرق للحلقات)، فإليك هذه الأمثلة:
·       يقوم مجهول باختطاف أميرة بريطانيا المحبوبة، ويصورها بمقطع لتطلب من رئيس الوزراء تصوير مشهدد مقزز بشكل مباشر وعلني، في مقابل الإفراج عنها.
·       تكنولوجيا مستقبلية تسمح لنا بتخزين كل ما نشاهده في حياتنا وإعادة عرضه لنا وللآخرين.
·       تستيقظ امرأة من النوم مرعوبة، وتخرج من البيت لترى نفسها مطاردة من مجهولين يحاولون قتلها، بينما يقوم أغلب الناس بالمشاهدة والاستمتاع بتصويرها فقط!
·       في المستقبل تشاهد في عدسات الكترونية كل شخص أمامك مع تقييم (درجة من 5) بناء على تقييم الآخرين له، وبالتالي يتمتع كل شخص بمزايا وتعامُل من الآخرين حسب تقييمه الظاهر للجميع.
·       عصابة تقوم بتصوير الناس من خلال كمبيوتراتهم وابتزازهم لتنفيذ أهدافهم.
·       ... وأفكار أخرى متنوعة لا أستطيع الكتابة عنها بسبب غموضها الذي لا يتكشّف إلا في نهايات الحلقات.

·       المسلسل جعلني أتساءل: لو شاهد التكنولوجيا الحالية شخص عاش قبل 200 سنة وأكثر، هل كان سيستغرب منها أكثر مما شاهدناه في المسلسل؟!


·       في الختام، إذا كنت تبحث عن مسلسل يرفع من معنوياتك ويعدل من مزاجك فأنت تبحث في المكان الخطأ فهذا المسلسل سوداوي وبائس وليس من النوع الذي يكافئك بضحك وتفاؤل! ربما يكون من الجيد إلحاق كل حلقة بحلقة قصيرة من مسلسل كوميدي لتحقيق بعض التوازن!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق