الخميس، 2 فبراير 2017

برد الكويت وبرد كندا

بما أن موجة برد شديدة تمر علينا هذه الأيام، وحسب بعض مصادر الوتساب فإنها ستصل إلى تحت الصفر بدرجات! فقد خطر علي أن أكتب عن ذكرياتي في موسم الشتاء الذي قضيته في مقاطعة ألبرتا في كندا، حيث تصل الحرارة إلى -36 سيليزية!
·       أولاً يجب أن أقول أن البرد كريه وبغيض، سواء كانت +10 درجات أو -36، ولكن كلما احترمته وأعطيته حقه كلما كان الوضع قابلاً للتحمل والتأقلم.
ملاحظة: لم أمرض طوال شهور الشتاء في كندا، ولكني مرضت في أول يومين في الكويت في إجازتي الشتوية!
·       في كندا، كان علي أن أشتري كل شيء ليناسب درجات الحرارة تلك، البنطرون والبوت والجاكيت والقفازات.. كل شيء يجب أن يكون مكتوب عليه -30 أو -40 حتى تطمئن على حياتك!
·       تطمئن على حياتك أعنيها حرفياً، لأن البرد هناك قاتل وحارق، أخبروني زملائي وأروني صوراً لحوادث "قضمة الصعيق" عندما ينكشف الجلد لفترة طويلة (وبالذات الأذن والخد لأن مجرى الدم فيها أقل) فيسودّ الجلد ويموت. "لا أنصحك أن تبحث عن هذه الصور في غوغل!"
·       عندما أستقيظ من النوم صباحاً (طبعاً صباح مظلم لأن النهار قصير جداً في الشتاء، أذهب للدوام مع طلوع الفجر وأغادره مع غروب الشمس)، المهم مع استيقاظي وقبل كل شيء، أقوم بتشغيل السيارة مع الدفاية على أقصى درجة وأقصى قوة مروحة، وأحياناً أجد في المقعد جنبي بطل ماي أو ببسي متجمد 😁.
·       عندما أصل لمواقف السيارات في الدوام، ولفترة لا تتعدى الدقيقة بلا قفازات، علي أن أفتح غطاء مكينة السيارة لأركب وصلة كهربائية من خزان زيت المكينة (مزود هناك بسخان كهربائي) والطرف الآخر بـ"بلاك" كهربائي أمام كل موقف سيارات.. حتى نتجنب تجمد زيت المكينة خلال الـ8 ساعات عمل.
خلال هذه الدقيقة بلا قفازات، تكاد يدي أن تتخدر وتتيبس من شدة البرد.
(الصورة من غوغل)
·       أما بنزين السيارة فلحسن الحظ لا يتجمد، ومع ذلك تبيع محطات البنزين سائل يضاف للبنزين للتأكد على المحافظة على الحالة السائلة.
·       بمجرد أن تطفئ دفاية السيارة وخلال بضع ثوان، يغزوك البرد مثل شبح.. تقريباً نفس صيفنا إذا أطفأت التكييف.
·       كل سيارة يجب أن تكون مزودة بحقيبة صغيرة للطوارئ في حال تعطلت السيارة في مكان معزول أو غرزت في كومة من الثلج، تحتوي على أعواد ثقاب للتدفئة، غطاء للتدفئة الإضافية وأشياء أخرى.
·       عدة الشتاء تشمل أيضاً: شبل لرفع الثلج، عصاة لإزاحة الثلج من زجاج السيارة، أملاح لإذابة الثلج المتيبس، سائل يضاف للماء الذي يستخدم في تنظيف زجاج السيارة (إياك أن تنسى إضافته.. وإلا فعليك تخيل النتيجة).
·       تحتاج السيارة إما لإطارات خاصة بالشتاء أو تلك المزودة بسلاسل (سمعت بها ولم أرها)، أو إطارات جميع المواسم الخاصة، وهي جيدة ولكن تحتاج لحذر شديد وخاصة أثناء البريكات، البريك القوي يتسبب حتماً بالانزلاق، ولذلك يُنصح ببريكات متقطعة لتجنب ذلك.
·       شخصياً تعرضت للانزلاق أثناء القيادة بعض المرات، ولكن بسبب الاحتياطات بعدم الإسراع وترك مسافات، تجنبت الحوادث ولله الحمد.
·       أذكر الليلة التي قدت من مدينة إدمنتون إلى مدينتنا رد دير ليلاً، حيث شاهدت 10 سيارات تقريباً انجرفت (وغرزت بالثلج) يميناً وشمالاً على مدى الـ150 كيلو.
·       كانت الحكومة تعتني بالطرق جيداً، تأتي الشاحنات لرش الأملاح المذيبة، ولكنها غير كافية لتنظيف الشوارع عند هبوب الثلج بشكل مستمر لأيام.
·       إذا تنبأت الأرصاد بارتفاع الحرارة فوق الصفر، فهو الخبر السيء بالنسبة للكنديين! لماذا؟ لأنه يعني ذوبان الثلج على سطح الأرض، ثم تجمده مرة أخرى مع البرودة، وبالتالي تكوّن جليد صلب صعب التنظيف على عكس الثلج الناعم.
·       مسؤولية كل أصحاب البيوت أو مستأجريها تنظيف الثلج من أمام الكراجات والممشى العام أمام كل بيت، ففي حالة إصابة أي شخص لازلاقه بسبب عدم تنظيفي للثلج، فإنني سأتحمل تعويضه حسب القانون.
·       مع كل هطول للثلج كان علي استخدام شبل الثلج (مجرفة) لإزالة الثلج من الطريق ورميه في حديقة البيت الأمامية التي سيصل ارتفاعها إلى متر ونصف من الثلج المتكدّس مع نهاية الموسم.. كان الألم الحقيقي هو إزالة الطبقة السفلى اليابسة التي تحتاج تكسير بطرف الشبل الحاد.. طبعاً كلما تهاونت وتأخرت وماطلت في التنظيف، كلما كانت هذه الطبقة أكثر سمكاً. حرفياً كنت أتعرق عند درجة حرارة -30!
·       أما السنومان (رجل الثلج) الذي نراه في الأفلام والصور فكلها فوتوب شوب 😝 الصراحة حاولت ولكن الموضوع يبيله تعب ومزاج وخبرة.. والجو ما يساعد.
·       البردي عندهم مختلف عن الذي عندنا.. عندنا مثل حجارة من سجّيل، أما عندهم فهو صغير الحجم ولطيف جداً، يأتي مع أمطار بداية الصيف أحياناً.

·       الجائزة والتعويض مقابل هذا البرد.. ظواهر طبيعية جميلة، مثل الشمس المزدوجة، الشفق القطبي، تجمد الأغصان، وتجربة رش الماء المغلي!
(بالنسبة للصيف في الكويت فالجائزة يوم القيامة بإذن الله)
الصورة ↑ لمصور محترف، للشفق الذي شاهدته
الصورة ↑ من غوغل
تجربة رش الماء المغلي في جو -24 مئوية
استعمل هذا الرابط إذا لم يعمل الفيديو:
https://instagram.com/p/ioVi4QITW6/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق